سامى العدوى يسأل أعانى من إسهال متكرر بدون دم وعندى آلام بالبطن، وتم تشخيصى على أن السبب أميبا متحوصلة، هل لا بد من عمل منظار، حيث إننى لم أتحسن بجرعات متكررة من الفلاجنتيل؟
يجيب الدكتور هشام الخياط، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس قائلا:
"كثيرا ما نتهم الأميبا حتى المتحوصلة منها بأنها السبب خلف نوبات الإسهال المتكررة، ولكن هذا الاعتقاد الخاطئ بين الأطباء غير صحيح بالمرة حيث إن الأميبا المتحوصلة لا تسبب الإسهال، إلا إذا تحورت إلى الطور النشط وفى هذه الحالة تسبب المغص والإسهال الحاد وتكمن المشكلة خاصة بين الأطباء الشبان أنه دائما يتم إلصاق الأميبا المتحوصلة بنوبات الإسهال المتكرر والمزمن للمرضى، وهذا التشخيص يكون غير صحيح بالمرة، فلابد عند حدوث إسهال مزمن أن يتم إجراء الفحوصات اللازمة للوصول إلى التشخيص الدقيق فى مثل هذه الحالات.
ويجب ألا نتهم الأميبا بأنها السبب وراء كل حالات الإسهال ففى مثل حالة هذا المريض يكون هناك أسباب أخرى للإسهال المزمن لابد من الطبيب استبعادها، للوصول إلى التشخيص الدقيق، فعندما يحدث الإسهال المزمن، ويكون مصاحبا لفقدان الوزن والشهية ومتلازما معه ارتفاع طفيف فى درجة الحرارة وخاصة عندما يقوم المريض بالذهاب إلى الحمام ليلا لتكرار نوبات الإسهال والشعور بالمغص.
لابد أن يضع نصب عينيه أسبابا متعددة للإسهال المزمن أهمها مرض "كرونز" والذى يسبب التهابات وتقرحات فى الأمعاء الدقيقة ويؤدى إلى نوبات من الإسهال المزمن ومغص وفى بعض المرضى يسبب إسهالا مصاحبا بدم ويكون الوسيلة الأولى لتشخيص هذا المرض هو المنظار القولونى، شريطة أن يدخل المنظار إلى أخر الأمعاء الدقيقة ويؤخذ منها عينات للتحليل، ويأتى على قائمة الأسباب المهمة المؤدية إلى الإسهال المزمن الدرن أو السل الأمعائى، وهو ينتج عن شرب اللبن بميكروب الدرن بدون غليه جيدا أو بسترته وهو عادة سيئة تنتشر بين بعض الفلاحين فى الريف المصرى، وينتج عن هذا المرض إسهالا مزمنا ومغصا وحرارة، وأحيانا استسقاء فى الحوض، ويتم تشخيص الدرن الأمعائى بطرق عديدة أهمها أخذ عينة من الأمعاء الدقيقة لتشخيص المرض أو عن طريق اختبار البى سى أر للدرن، أما فى الدم أو من السائل ألبروتونى.
ويضيف ومن ضمن الأسباب الأخرى مرض "سيليك"، وهو مرض يؤدى إلى إسهال مزمن نتيجة حساسية من نوع من البروتين الموجود فى الحبوب يسمى بروتين جلوتن، وهؤلاء المرضى يتحسنون بدرجة ملحوظة فقط بعد استبعاد القمح من طعامهم واستبداله بالشعير، ويتم تشخيص هذا المرض عن طريق أخذ عينات من آخر الاثنى عشر وتحليلها لرؤية ضمور الأهداب المسئولة عن امتصاص الطعام والتى تؤدى إلى الإسهال.
وهناك أسباب أخرى للإسهال مثل التهاب البنكرياس المزمن والإصابة بطفيل الجيارديا، ولكن بالنسبة لهذا المريض فإن جرعات الفلاجنتيل التى تناولها تقضى على الأميبا وطفيل الجيارديا فى نفس الوقت.
وننصح هذا المريض بعمل صورة دم وسرعة ترسيب ومنظار قولونى وأخذ عينات من الأمعاء الدقيقة لتشخيص الحالة بدقة حتى يتسنى للطبيب الوصول إلى العلاج المناسب، ونكرر أنه لابد من عدم اتهام الأميبا بأنها السبب وراء نوبات الإسهال المزمن فى كل الحالات وخاصة عندما تكون متحوصلة ولابد من استبعاد الأمراض الأخرى حتى لا تؤدى نوبات الإسهال المزمن لمضاعفات مرضية كثيرة منها وقف الأملاح والمعادن والفيتامينات اللازمة لبناء الجسم والأنيميا المزمنة، وكل هذه المضاعفات يمكن تجنبها إذا تم التشخيص الدقيق من البداية.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع